تتنوع الطبيعة في تونس من ساحلية إلى جبلية إلى صحراوية مروراً بالواحات والجزر. وقد انعكس
هذا التنوع على الحياة النباتية والحيوانية التي
استوطنت في البلاد. وتغطي الغابات القديمة العهد 3.2 بالمائة من مساحة الأرض التونسية بينها السنديان
وبعض الأشجار الصنوبرية. أما مساحة الصحراء
فتقرب من 2.5 مليون هكتار. والواحات القائمة في الجنوب تصل مساحتها إلى 75 ألف هكتار.
أولى تلك المحميّات وأكبرها، هي محميّة “إشكل” في جبال محافظة بنزرت بأقصى الشمال التونسي. تمتدّ
على مساحة تفوق 12 ألف هكتار وتحتوي
على ثروات حيوانية ونباتية هامة. وتستقطب تلك المحميّة، وفق عبد الحميد، وهو أحد حرّاس الغابات،
آلاف الطيور على مختلف أنواعها الوافدة من أوروبا ومن
بعض الدول الأفريقية. ويقول لـ”العربي الجديد”: “يعيش في المحميّة بعض الحيوانات الأخرى على غرار الخنزير
البري والقط الوحشي وابن آوى وبعض الحيوانات
المهددة بالانقراض”. ويضيف: “المحميات الطبيعية لا تجري فيها حماية بعض الحيوانات النادرة فقط، بل حماية
آلاف أنواع النباتات الجبلية والأشجار التي يفوق
عمر بعضها 150 سنة، لا سيّما تلك المهدّدة بسبب قطعها بطرق عشوائية أو بسبب الحرائق
صيفاً”. كذلك، يشير إلى أنّها تحتوي على قرابة 600 نوع من
النباتات.
وفي عام 1990، جرى إنشاء بعض الحدائق الأخرى والمحميّات، على غرار حديقة “الفايجة” في شمال
غربي تونس. وهي تمتدّ على نحو 2800 هكتار، وتجري
فيها حماية العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض على غرار ابن آوى والقط الوحشي والذئاب وبعض
أنواع البقر البري. وتقع حديقة “بوهدمة”، جنوبي تونس، وتمتدّ على قرابة 1700 هكتار. ويوجد فيها
عدد كبير من الحيوانات الصحراوية وشبه الصحراوية، على غرار الكوبرا والنعامة وبعض أنواع الإبل.
العديد من الجمعيات التي تُعنى بالبيئة وبحماية الثروات الطبيعية، تؤكد، منذ أكثر من 8 سنوات،
على خطورة الاعتداءات التي تتعرّض لها تلك المحميّات بسبب
الصيد العشوائي والحرائق، بالإضافة إلى سرقة العديد من أنواع النباتات وقطع الأشجار والصيد. وعلى سبيل
المثال، يجري اصطياد الأفاعي لاستعمال سمومها،
ما أدّى إلى فقدان العديد منها. كما تؤكد تلك الجمعيات على ضرورة زيادة عدد حراس
الغابات لتكثيف الرقابة، لا سيّما أنّ غزال الأطلس انقرض من جبال السرج
رغم توطين تلك السلالة في مناسبتين. كلّ ذلك، يعود للصيد العشوائي طوال السنة من دون
التقيّد بالفترة المرخص فيها بصيد بعض أنواع الحيوانات. ففي
العام 2024، جرت إعادة توطين غزال الأطلس ليبلغ عدد أفراده نحو 100. وتعوّل إدارة الغابات
على تكاثر هذا النوع مع منع صيده لسنوات عدّة، حتى في خلال فترة الصيد المرخص
بها، بهدف تكاثر القطيع والحفاظ على السلالة كي لا تنقرض.